القاعدة الباطلة. أي اذكر لي عملا يعتبر حسنة عند الأبرار وسيئة عند المقربين. ثم اشرع بعد ذلك في الرد على كلامك الأخير.
(ه) الرد على أولا وثانيا: يبدو أنك اقتنعت بكلامي حول السبب والفعل والنتيجة، وهذا شئ جيد يا تلميذ والحمد لله أن اتضحت لك الصورة الآن من الناحية الأصولية، واختفي التناقض الموهوم عندك.
(و) النصرة والإسرائيلي المجرم: يقول موسى عليه الصلاة والسلام (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) وكلمة ظهيرا تعني: ناصرا، وموسى عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الكلام في معرض كلامه بعد مناصرته للمجرم الإسرائيلي، فهو إنما ناصر الإسرائيلي ولم يناصر القبطي، وهذا الإسرائيلي غوي مبين بشهادة موسى وهو الذي نشر خبر القتل، بل من الأقوال المذكورة فيه أنه هو السامري.
وتقول يا تلميذ (ما هو دليلك على أن الإسرائيلي كان مجرما - بمعنى أنه كان ظالما للفرعوني في اقتتاله معه - حتى تكون نصرة موسى عليه السلام له معصية). وأقول لك يا تلميذ إن لم يقنعك الكلام السابق كله، فقد تقتنع بما قاله إمامك في شأن الإسرائيلي.
وأما نقلكم عن إمامكم المعصوم (وقد روي من طرقنا أن المأمون العباسي سأل إمامنا الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن قوله تعالى: (هذا من عمل الشيطان)، فأجابه الإمام الرضا عليه السلام قائلا: (الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى من قتله) فلو كان اقتتال الإسرائيلي مع القبطي مما يرضاه الله، فلم قال عنه إمامك إنه من عمل الشيطان؟ وها هو موسى عليه الصلاة