الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٠٧
كما أنني ذكرت لك سابقا أن نصرة موسى عليه السلام للإسرائيلي لو كانت ذنبا ومعصية - كما تدعي - لما هب لنصرة الإسرائيلي مرة أخرى كما هو ظاهر قوله تعالى: (فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين. فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس... الخ). خصوصا بعد أن أعطى الله سبحانه وتعالى عهدا وقطعه على نفسه بأنه لن يكون ظهيرا للمجرمين، فهذا دليل على أن نصرة الإسرائيلي في ذاتها ليس فيها إشكال ولا أنها معصية، وإلا لما كرر موسى عليه السلام ذلك - أي النصرة - بعد أن أعطى الله عهدا بأنه لن يكون ظهيرا للمجرمين.
ثالثا: بعد أن أثبتنا أن نفس النصرة لم تكن معصية، فإن الوكزة أيضا لم تكن معصية، لأن نصرة موسى عليه السلام للإسرائيلي إما أن تكون جائزة أو غير جائزة، وقد أثبتنا بالدليل في [ثانيا أعلاه أنها لم تكن محرمة، فبقي أنها جائزة، فإذا كانت جائزة لم يكن في فعلها معصية.
رابعا: وأما القتل فعلى قولك [لم يكن مقصودا فهو خطأ] فهو إذا لا يكون معصية، لأنه لا أحد يقول بأن القاتل الناشئ قتله من الخطأ وبدون قصد وإرادة منه للقتل يكون مرتكبا للذنب لا صغيرا ولا كبيرا. وعلى قولنا أيضا لا يكون القتل الصادر من موسى عليه السلام معصية، لأن القبطي كان مستحقا للقتل، لأنه كان من أعوان وجنود فرعون بدليل قوله تعالى: (من عدوه) فهؤلاء الفرعونيون قد مارسوا مع الإسرائيليين أبشع الجرائم وأفظعها كما يحكي لنا القرآن الكريم ذلك، ولكن الخطأ الذي وقع منه عليه السلام والاستعجال في قتله الذي كانت له نتائج سلبية كبيرة، حيث أصبح موسى
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483