الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٨٥
العلاقات الذي يناسب طبائع البشر، فكان فيها تغليب للمصلحة على المضرة، والحكم بأولى الأحكام، ضمن ما هو متاح من طبيعة البشر، لذا كانت الأحكام أصدق تعبير عن مصلحة الإنسان، والهداية تكون بالتزام الإنسان فردا وجماعة للشريعة في هذا المستوى من الأحكام، والشريعة بهذا المعنى لا يصح وصفها بأنها غير معصومة، بل هي معصومة لجهة صدق تعبيرها عن عين مصلحة البشر ولجهة تحقيقها الغايات الناظرة إليها في كل حيز تناولته بالتشريع، أما في موضوع الإمامة الذي له الأثر البالغ على سلامة الرسالة وحفظ الأمة على خطها، فإن التشريع ناظر في حيزها إلى هذا الهدف، وضمانته لا تكون إلا بعصمة الإمام في وظيفته، لأن الهداية إنما هي بالرسالة، وما لم تحفظ من العبث امتنعت الهداية بها وخرجت الأمة عن خطها، عن حسن نية، أو سوء طوية، وبطلت الحجة.
رابعا: هل إن أولي الأمر المعنيين بفريضة النص هم مطلق ولي أمر، وهل إن الله تعالى قد أهمل شأن الإمامة فغدت محلا للاجتهاد؟.
تقودنا الإجابة عن هذا السؤال إلى البحث في عناوين عديدة، بهدف سد الذرائع التي يسوقها البعض جدلا تحت هذا الادعاء، فسيكون النقاش تحت العناوين التالية:
1 - خصائص الفريضة التي يمليها النص. 2 - الفريضة لا تخرج عن سيرة العقلاء.
(٨٥)
مفاتيح البحث: الهدف (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»