الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٨٤
السبيل والتنكر عنه يكون ذلك من فعلهم ونتيجة معصيتهم، والحجة قائمة عليهم به، أما لو كان الوقوع في الضلال عن قابلية له في السبيل ذاته، لأصبح ضلالهم نتيجة امتثالهم لفريضته، لا عن قصور منهم، فلا يبقى من حجة عليهم بذلك، بل لكانت الحقيقة أن الله تعالى من خلال نصوص شريعته قد أبطل غايات رسالته، وتسبب في إجهاضها وفشل أمتها التي دانت بها، تنزه تعالى عن ذلك وعلا علوا كبيرا.
والبديل المفترض عن عصمة الإمام المفروض الطاعة في هكذا تشريع، بعد أن جعل تعالى طاعة ولي الأمر فريضة إلهية وأعطاه بها الولاية العامة، يكون بسبيل يسنه تعالى للناس في وسيلة حصولهم على ولي الأمر وحدود صلاحياته، بحيث يكون ذلك السبيل المفروض المشرع إلهيا، أيضا سبيلا عاصما هاديا، بمعنى أنه يضمن تحقيق سلامة الرسالة وحفظ الأمة على خطها، وما هذا الأمر بحاجة إلى عناء لإثبات أنه ليس موجودا في الشريعة الإسلامية، بل دعوى الذين يبطلون عصمة الإمام هو أن موضوع الإمامة برمته متروك ومسكوت عنه، بما فيه سبيل الحصول على الإمام، فجعلوا لأنفسهم المبرر للاجتهاد في ذلك، ولنا عودة إلى هذا خلال البحث بالتفصيل.
وفي محصلة البحث، فإن هدف الرسالة الإلهية الخاتمة ككل الرسالات السماوية، هو سن السبيل الهادي للإنسان الذي باتباعه تكون هدايته وسلامته، وأحكام الشريعة تختلف فيما تنظر إليه باختلاف الحيز الذي تتناوله، والهدف في الأحكام التي هي دون الإمامة هو إقامة نظام
(٨٤)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»