الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٦٧
أولا: المعنى الإجمالي لقد فرض هذا النص على المؤمنين جميعا من قوله * (يا أيها الذين آمنوا..) * فريضة في طاعة الله ورسوله وأولي الأمر. إن صيغة الخطاب تؤدي أن الفريضة هي على كل مؤمن وعلى مجموع الأمة، وليس في الكتاب أمر رباني بطاعة على هذا النحو المباشر سوى هذا النص والنصوص الأخرى التي تأمر بطاعة الله وطاعة رسوله، وسيأتي ذكر بعضها خلال البحث، ولقد جاء الأمر بالطاعة غير مقيد مما يجعلها تشمل كل أوجه الكيان المجتمعي للأمة ومما يصح معه نعت الذين وجبت طاعتهم (أولي الأمر) فهم أولياء أمور الجماعة المؤمنة، وإن فهم حدود ما أوجبه النص من الطاعة لأولي الأمر المعنيين يزداد وضوحا بفهم ما أوجبه منها لرسوله (صلى الله عليه وآله)، حيث جعلهما فريضة واحدة ناشئة من طاعة الله ومترتبة عليها. فالفريضة قائمة بقيام النص إلى يوم الدين، وليست مقتصرة للرسول (صلى الله عليه وآله) على فترة حياته، لذا لا يمكن اختصارها على شأن المنازعات والخصومات التي هي
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 65 67 68 69 70 71 72 ... » »»