الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٦٢
يخدم في تهجين المسلمين حيال سيطرة الصهيونية والغرب، لذلك فإن الذين يطرحون من المسلمين موضوع نقد التراث خارج إطار أهل العلم والاختصاص، وهم لا شك يعلمون بتلك المعطيات، ومع حسن النية بهم، نرى أنهم يحولون النقد إلى غوغاء، والتصحيح إلى التشكيك، بهدف الاستقواء بالعامة على أهل العلم والاختصاص، من أجل استبدال غوغائي ليس له أساس علمي. لذا نربأ بكل من يتصرف على هذا النحو بالعودة عن هذا الخطأ الفاضح الذي هو بمثابة الجريمة في حق التراث والجماعة التي تنتمي إليه، لأن تعريض التراث إلى مناقشات من قبل من ليسوا أهل علم واختصاص في كل حقل من حقوله، يلحق الأذى بالناس والتراث معا، وينتج انحرافات لا يمكن إصلاحها، إنا نهيب بالمخلصين أن يؤوبوا إلى ضمائرهم، قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
نقد أفكار لا نقد أشخاص:
على أننا نربأ بالقراء الكرام أن يظن أحدهم أننا نعني أحدا من الجهات بإشاراتنا السابقة، أو بما قد يرد من مناقشة لبعض الأقوال خلال بحوثنا، إن هذا الأمر ليس من مطالب هذا الكتاب إطلاقا، وأن الإثارات التي ألمحنا إلى بعضها والتي صدرت من قبل بعض الأقلام المعاصرة، ما هي إلا تكرار لما كان قد قاله السابقون من الذين قصروا عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، ولا يستطيع أحد أن يدعي ملكية أي من الأفكار التي تعرضنا لها بالتفنيد والنقض. بل إن الفكرة إذا خرجت من فم قائلها، فقد
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 65 67 68 69 ... » »»