الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٦١
عليه وآله)، وأفراد أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، مما يستدعي حذر أهل الفكر ورصدهم الدقيق لتلك المحاولات، ليجري حماية الأجيال الناشئة من انحرافاتها، تلك الأجيال التي لم تتزود بالكفاية من الرصيد العقائدي والمعرفي، نتيجة فقر مناهج التربية للتوجيه المناسب، وتقصير الأسرة في هذا الاتجاه، ومن هذا المنطلق نقترح على أصحاب الشأن جعل العقائد جزءا أساسيا في الدراسات الحوزوية، وإحداث تخصص فيها على غرار التخصص في الفقه وغيره، وتركيز حلقات التوجيه الديني في المساجد والحسينيات والمناسبات، خاصة عاشوراء على العقائد في هذه المرحلة الحساسة التي يواجهها الشيعة خاصة والمسلمون عامة.
النقد الذاتي: متى وكيف؟
إن التعاطي مع قضايا بهذا الحجم من الخطورة، لا يمكن تبريره بمحاولات النقد الذاتي، الذي إن لم ينجز بأساليبه الصحيحة وفي مواقعه المناسبة أحدث نتائج كارثية.
إن النقد الذاتي ضرورة لكل جماعة مستنيرة، ولا ضير من النظر في تراثنا لتنقيته مما قد يكون علق به من الدخائل، لكن هذه المهمة لها أربابها من أهل الاختصاص، ولها مكانها في مراكز العلم، ولا يجوز بأي حال جعل هذا الأمر شعارا يطرح على عامة الناس صباح مساء، فهؤلاء لا قدرة لهم على تمييز الغث من السمين، ولا ينتج طرح كهذا إلا تشكيكهم بالتراث، الأمر الذي يقدم خدمة مجانية للغرب، الذي كان وما زال يدفع بهذا الاتجاه بعنف ودهاء، تمهيدا لاستبدال المفاهيم والقيم والمعتقدات بما
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 65 67 68 ... » »»