الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٦٣
ملكيتها حتى ولو كان الوحيد الذي يقول بها، وأصبحت ملكا للناس يتفاعلون معها في أي اتجاه. ولا بد لأي نقاش موضوعي من أخذ الأفكار مجردة عن قائليها، وتفنيد فكرة يقولها واحد أو بعض من الناس لا يعني تفنيدا لهم، ولا يجوز ربط الفكرة بقائلها، بحيث لو جاءت من فلان رفضناها، فهذا من العناد المضل، ولو جاءت من فلان تحمسنا في الدفاع عنها، فهو أيضا عبادة للأشخاص وأولى بالضلال، ولقد علمنا إمام المتقين أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إنه (أعرف الحق تعرف أهله) وأن للحق موازينه التي ليس الرجال منها في أية حال، ولقد خاف علينا إمامنا الصادق (عليه السلام) من الضلال إن محضنا ثقتنا الكاملة لرجل نصدقه في كل ما يقول، وذلك لأن ما من أحد يخطئ إلا الذين عصمهم الله تعالى وجعلهم سبيل الهداية إليه، فكانوا يصدرون عنه تعالى لا عن ظنونهم وذاتياتهم، فلننتقل الآن إلى فصول الكتاب بروح من النزاهة والموضوعية، سائلين المولى الرحيم التسديد إلى كل صواب.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 65 67 68 69 70 ... » »»