الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٠٤
بالاصطفاء من الملائكة والناس، ومن علمه بمصالح عباده، وضرورات رسالاته.
ثانيا: أن الله تعالى قد اجتبى الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم من إسماعيل عليهم السلام، لمهمة الشاهدية، فكان محمد (صلى الله عليه وآله) الشاهد على الشاهدين وآله المطهرون الشاهدين على الناس.
ثالثا: توضيح حقيقة النصوص الأخرى التي تتكلم عن شاهدية الأمة الوسط * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا..) * (1).
الأمة الوسط في النصوص الأخرى:
إن التفسير الموضوعي لآيات الشاهدية، يجعل هذا النص بوضوح دلالته حاكما على سواه، والجمع بينه وبين الآيتين اللتين تتكلمان عن * (الأمة) * وهذه الآية قد أوردناها نموذجا لهما، نجد من هذا الجمع المعنى المعقول والوجيه لصفة الوسيطة ولمعنى الأمة المراد. فالشاهدون يتوسطون في الشهادة الموقع بين الناس والرسول (صلى الله عليه وآله)، والأمة هي الأمة المسلمة من ذرية إسماعيل (ع).
علما أن معنى * (أمة) * يدل على جماعة من الناس اختصوا بأمر واحد مميز لهم، ولئن ورد في القرآن الكريم الخطاب * (.. وأن هذه أمتكم

(1) سورة البقرة / الآية 143
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»