الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢١٥
التي أبقاها الله في عقب إبراهيم ليرجع الناس بهم إليه، وعلمنا أيضا أنهم لسان صدقه في الآخرين * (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) * فهم لسانه الناطق بدعوته في الآخرين إلى يوم الدين، وأنهم من الأئمة الذين وعد الله إبراهيم (ع) في ذريته * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) *، وأنهم أئمة معصومون لأن الإمامة التي وعدها تعالى لإبراهيم في ذريته لا تكون إلا في من لم يخالطهم ظلم أبدا.
فهؤلاء هم آل محمد (صلى الله عليه وآله) الذين قد طهرهم الله تعالى * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *، ليدلنا على أنهم هم المصطفون في حقبة القرآن، الذين اجتباهم الله من ذرية إبراهيم من أجل هذا الموقع الديني الخطير. لذلك حرص النبي (صلى الله عليه وآله) أشد الحرص على إظهار من هم أهل البيت المطهرون معه، ولم يفوت مناسبة إلا وأظهر ذلك مرارا وتكرارا، مما يفسر كثرة المناسبات التي وردت في هذا المعنى. وهذا الحرص النبوي يترجم الحرص الإلهي على إظهار موقعيتهم الرسالية حين أوجب الصلاة عيلهم مع الصلاة على نبيه (صلى الله عليه وآله)، وأنهم في موقع القمة من المؤمنين حين جعل مودتهم أجر الرسالة وكذلك حين جعلهم شركاء في المباهلة وأخبرنا أنهم مع رسوله من نوره * (الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة..) * وأنهم * (نور على نور) * وأنهم * (من شجرة زيتونة مباركة لا شرقية ولا غربية) * الشجرة الإبراهيمية المباركة
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 219 220 221 ... » »»