الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٣٩
عليها، فإلى السطور القادمة لكي نرى نماذج الإمامة التي اجتهدوا حولها.
ب - أشكال الاجتهاد في الإمامة الاختيار حقيقة أم استئثار؟.
إن ما يقال عن الاختيار لا يحمل سوى الاسم، أما المضمون فمختلف تماما، إذ أن مفهوم الأمة في عملية اختيار الخليفة يتقلص إلى أهل الحل والعقد (التفتازاني في شرح المقاصد ج 5 \ 234)، الذين حدودهم بأنهم هم (العلماء والرؤساء ووجوه الناس) (التفتازاني في شرح المقاصد ج 5 \ 233). وهذا بذاته تعريف فضفاض غير مفيد عمليا يفتقر إلى الوضوح، ويحتاج إلى من يشخص للأمة من يكونون في كل مرة تنتقل الخلافة من سابق إلى لاحق.
ولقد اختلف في عدد أهل الحل والعقد الذي به تنعقد البيعة، يقول أبو الحسن الأشعري في (مقالات الإسلاميين ص 460):
" واختلفوا في كم تنعقد الإمامة من رجل، فقال قائلون: تنعقد برجل واحد من أهل العلم والمعرفة والستر، وقل قائلون: لا تنعقد بأقل من رجلين، وقال قائلون: لا تنعقد بأقل من أربعة يعقدونها، وقال قائلون: لا تنعقد إلا بخمسة يعقدونها، وقال قائلون: لا تنعقد إلا بجماعة لا يجوز عليهم أن يتواطؤا على الكذب، ولا تلحقهم الظنة، وقال الأصم: لا تنعقد إلا بإجماع المسلمين ". واعتبر الماوردي في (الأحكام السلطانية ص
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»