الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٠
من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * كما مر مؤكدا فيه بعد مسك يد علي صاعدا إياه على أقتاب الإبل حتى شاهده القوم جميعا حيث أعلن ولايته ودعى لناصره والخذلان لخاذله وأكد أن يبلغ الشاهد الغائب بعد أن رد التقدم جعجع المتأخر (1) ليكونوا جميعا على علم ورواة لهذا الأمر الجلل الذي يتوقف عليه حياة أمة منذ تلك الساعة إلى قيام الساعة. وما كاد ينهى حتى نزلت الآية الأخرى * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فانظر إلى عظمة ذلك الابلاغ بإكمال الدين. نعم لم يكن الدين قبل ذلك كاملا حتى تم بإدلاء الإمامة والخلافة والوصية (2) من رسول الله لعلي وبعلي وبإمامته أتم الله الدين. نعمته على هذه الأمة فلها لذلك اليوم من الشرف العظيم ويا له من عيد وفوز ونجاح لو تمسكت به الأمة وإطاعة الله ورسوله لما وقع فيها ما وقع في التفرقة والخذلان والشقاق والظلم والقتل والهتك والتجاوز على حدود الله وأوامره ونواهيه وهل هناك في العالم الإسلامي بل العالم بأجمعه حادث بعد قيام الرسالة على يد الرسول الأعظم وكتابه الكريم سوى هذا الذي به تمت النعمة وعلم الكل سبيل الرشاد والهداية وخليفة رسول الله والإمام المطاع وأمير المؤمنين فمن هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم من نصبه الله ورسوله وكرم وجهه من عبادة الأوثان ونزهه من الشرك وطهره من

(١) (٢) وقول الله لنبيه وإن لم تفعل فما بلغت أليست قول إن الإمامة والخلافة بعده إن لم تقم على أصولها وأسسها كان رسول الله ما بلغ رسالته. ومنه نعرف عظمة الابلاغ ويعني ذلك أن من سمعه وجحده فهو كافر لأنه أنكر إبلاغ الرسالة ومن قبله وامتنع عن إقامته فهو فاسق ومن حال دونه ودون تنفيذه فهو ظالم وفاسق. وقد وردت في ذلك الآيات الثلاث في القرآن:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وفي أخرى فهم الفاسقون والثالثة فهم الظالمون.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»