وأسس الفضيلة والخلق السامية والأسس العملية لإشادة العائلة وإشادة المجتمع الصالح بل لإشادة دولة عالمية واحدة متماسكة تقوم على أساس الفضائل الإنسانية والرأي السديد والمحبة والبر والإحسان لكافة المجتمع البشري دون تفريق بين لون أو عنصر أو جنس حيث قال: كلكم من آدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وأعظم من كل ذلك فهو لم يكون قوالا كالحكماء وذوي الرأي الأسبقين وحسب بل كان يسند القول بالعمل فهو يدعم أقواله بالأفعال فهو العربي والمعلم وهو السائس وهو القائد وهو المهندس وهو التاجر ووفى كل مقتضيات الحياة وقد جعل الرأي السديد والعقل والمنطق ميزانا لتلقى الأحسن ونطق في ذلك كتاب الله * (وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) * وإذا بهذا اليتيم لا تلويه عن إرادته التطبيع ولا الارهاب ولا كل شئ حتى أدرك وأثبت للإنسان كيف يستطيع أن يصل من الحضيض إلى أوج السعادة بالحكمة بالمثابرة بالصبر بالإخلاص بالمحبة بالمنطقة وبعد هذا كله وقد بدأ فأشاد أسرة صالحة فجمعية فإمارة في مدينة صالحة امتدت إلى أطرافها وإذا بها تمتد أطرافها إلى الأطراف كالشعاع تبعث الحياة والنور والحضارة والثقافة والعلم والعمل والأيمان. وتقضي على المفاسد والمشاكل وتقيم أعظم الأسس الاجتماعية وقد جمع في حكومته أصلح المثل الطبية والخلق المجيدة في السلوك في القانون في الإدارة في العبادة وأهمها الإيمان والإخلاص والمحبة المتماسكة وجاء بدولة فاضلة فوق ما كان يرنو إليها أفلاطون ويتمناها أرسطو وأحكم الحكماء دولة حارسها الإيمان بالله والإرادة والحكمة والعقل السليم. ولم تفته صغيرة وكبيرة فأينما توجهت في مناحي الحياة ترى آية وسنة مبناها على المنطق والعدالة والواقع.
هذا هو محمد الصادق الأمين خاتم الأنبياء وسيد الرسل حبيب إله العالمين.