وأفعاله لا يجوز في أمره ونهيه مخالفتها أبدا فهي جميعا من مصدر الحكمة الإلهية خالية من أي طعن وشبهة وكل من ظن بها فقد تغلب عليه الشك في أصل النبوة والإسلام والتوحيد ومن خالفها خالف الله فكان إما كافرا إذا أنكرها أو فاسقا إذا صدقها وامتنع وظالما في كلاها واستحق عذاب الله وسخطه.
هذا هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد الرسل وخاتم النبيين فهل يجوز لمثله أن يترك أمته دون سائس بعده؟ ويترك حبلها على غاربها. ونحن أما أن نكون مؤمنين كل الإيمان برسالته فنقول هل أن الله سبحانه عز وجل وهو يرسل رسوله لهداية الناس يتركهم بعدها وبعد أن يقبض نبيه إليه يتركهم دون راع يتركهم سدى لا يدلي لهم بما يعملون ولمن يتبعون وهذا قبله موسى وهو يطلب من الله أن يجعل الله له وزيرا من أهله هو هارون * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) * وغيره من الرسل.
وأما إذا تركنا الإيمان وعدنا له من الناحية العقلية وما أوتي من حكمة وقدرة وسلطة ونبو، وهو يعلم أن ما شاده بذلك الجهاد العظيم والجهود المتواصلة حتى بلغ به لتلك العظمة أنه محاط بألد الأعداء من اليهود، والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والمسلمين الذين لما يدخل الإيمان بعد في صدورهم وهناك بين جماعته من الصحابة من تغلب عليه مطامع الدنيا ويترقب الفرص وهو يعرفهم جميعا فهل يجوز له أن يترك الحبل على الغارب ويتركها بين المنافسين والمطامع، وهو الذي بلغ ما بلغ بعد معارك ضارية سالت فيها الدماء وقتل فيها من ألد أعداءه وهم يترقبون ويتحينون به الدوائر مثل: أبي سفيان وغيره أيجوز له السكوت دون تعيين وصي وخليفة من بعده، خليفة يستمر لإشادة دينه ويصلح ما يفسد ويكون هاديا ومعلما وقائدا وسائسا مثله وهو يعرف أصحابه حق المعرفة، وله في كل أمر رأي وحكمة، فهو ما