الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٣
العلماء والحكماء وذوي الأدب والفن والكتاب تلك التي بذل فيها البشر آلاف بل قل عشرات الآلاف من السنين حتى أدركها وتلك التي أدخرها ذوي الألباب والعقول وأهل الحجى لبني الإنسان كل ذلك بكلمة واحدة إننا نكتفي بالقرآن ومن قال لك إن ذلك يعارض القرآن وهذا القرآن الذي يشيد بذوي العقول والحكمة (1).
نعود للغدير لهذا اليوم الخالد في التاريخ الذي رغم كل الجهود لمحو آثاره ثبتت إسناده ورووه أجل الصحابة والتابعون وأهل الحديث والحفاظ والمؤرخون والأدباء والمفسرون في كتبهم ومؤلفاتهم حتى لا يمكن بعد كل هذا إطماس حقيقته وظهر الحق رغم ما مرت عليه من الأزمنة والظروف العصيبة حتى لينجلي لكل من لديه ذرة من الأنصاف ويتصف بروح النزاهة والوجدان وله شعة من المعرفة والحكمة كيف جروا الوبال على الإسلام والأمة الإسلامية وساروا على نقيض النصوص الإلهية والنبوية ويعترفون إن ما بتنا فيه من الذلة والتفرقة والعداء والفقر والفاقة كل ذلك إنما منشئها الفتنة الكبرى في السقيفة - وإني سأضرب صفحا عن كلما روته الإمامية والشيعة وأتباعهم. وكلما أورده مما جمعت عليه أهل السنة أخص منهم المذاهب الأربع وعندها تجد بعين الإنصاف إن الغاصبين منذ يوم السقيفة خطوا خطة مناوئة لكل ما أمر به الله ورسوله في إدارة دفة الأمور ونشر الإسلام وما الفتوح التي جرت الويل للعالم بأجمعه بطمس معالم العلم والأدب بحرق الكتب والقضاء على الأحرار والعلماء ووقف ما عندهم وأعادت العصبية الجاهلية وتفضيل شعب على شعب وأمة على أمة وقوم على قوم كما سنرى خلاف لما أمر به الله في قرآنه وعلى لسان نبيه. كما فضل عمر العرب على غير العرب في موارد كثيرة

(1) طالع الكتاب الرابع من موسوعتنا حول الخليفة الثاني عمر (رض) ففيه التفصيل عن حرق الكتب وغيرها بإسناده.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»