كما مر وكما يأتي، وكما كان يشاطر الولاة في أموالهم وهذا يبعث فيهم روح الجور والضغط لاستيقاء ما أخذه من الرعية من جهة وأن يعاملون من هو دونهم طبق ذلك في حين إن هذه المشاطرة على أية سنة وأي اجتهاد، إلا أنهم أخذوا شيئا غصبا أو زائدا من الرعية؟ فيغرمهم الخليفة عليه وإذا كيف ويجوز له إبقاء مثلهم على حكم الرعية أم هم براء فما بال الخليفة بظلمهم بأخذ ذلك من ما لهم وما بال الناس والسامعين عن هذه المعاملة الغير المنطقية ذات المعنى غير الصحيح، ومن جهة أخرى كيف حق له الأمر بإحراق الكتب العلمية وغيرها بما بها من طب وهندسة وجغرافيا وتاريخ وكيمياء وفيزياء وحكمة وأدب وإلى ما لا يعد، أي اجتهاد هذا وأية سمعة وضرر وصم بها الإسلام والإسلام برئ من ذلك وحرم منها الإسلام والعالم الإسلامي تلك الجهود العظيمة لآلاف السنين، خلاصة مطالعات وأفكار العلماء والمحققين والحكماء والأطباء وغيرهم يقضي عليها الخليفة الثاني في النار أو إتلافها بطرق أخرى. يا للخزي والعار والشقاء لهذه الوصمة التي برئ منها الإسلام ونبي الإسلام وخليفة رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب ذلك الفذ الأوحد في علمه ورأيه وهو جليس الدار ويا للجهل لمن لم يسمح حتى لمشورته في ذلك الأمر البليغ يا للعجب وربما لا يدري عظمة ذلك ولا يقدر مدى أثره ووصمته على الأمة الإسلامية. وسيأتي إسناد كل ذلك في موسوعتنا في الجزء الرابع والآن إليك إسناد يوم غدير خم الخالد.
نقله أئمة الحديث وصفوة المؤرخين ونخبة المفسرين والحفاظ عند تفسير بعض الآيات أخص منها الآيات:
1 - * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * وهي آية الابلاغ نزلت في غدير خم ومثلها آية الإكمال نزلت أيضا في غدير خم بعد الابلاغ.