ومن الطلقاء وممن لم يدخل الإيمان في نفوسهم ومنعوا منعا باتا الأحاديث والروايات النبوية بحجة انشغالهم بالفتوح وأرسلوا أقطاب الصحابة في الحروب وأعلنوا لهم الامتناع البات من التحدث عن السنن والأحاديث النبوية بحجة أن القرآن وحده الذي يجب أن يلهيهم في القراءة وحبسوا الباقين في المدينة والويل لمن خالف في التحدث أو صيرت له نفسه الخروج من المدينة فهم تحت كابوس وأنى لهم بالحرية البدنية أو الفكرية والتحدث عما ابتدعوه وارتؤوه وعملوه فلا ترى لأحد الحق السؤال عن تفسير سورة جهلها الخليفة أو تمس بكرامته أو تعبر عما يناقض أغراضه سيان منها في زمن أبو بكر أو عمر بن الخطاب ولسوف تجدون شرح ذلك مفصلا بعد هذا وترون كيف طحنت الحروب أعظم الصحابة الحاملين لأهم السنن النبوية وأحاديثه وأبعدوا المؤمنين منهم وسحقوهم شر سحقة أمثال أبو ذر وعمار والمقداد والأنصار. وفسحوا المجال لبني معيط وآل أمية وبني مروان وأعوانهم ليتسنموا الخلافة أولئك الطلقاء أعداء الله ورسوله وأطلقوا أيديهم بقتل الأئمة البررة والصحابة والمؤمنين وموالي آل محمد بأسماء ما خلق الله لها من سلطان وبعد تشجيع كل من سولت له طمعا للمال والمنصب لطمس الحقائق وترويج الأكاذيب والأباطيل وقلب الواقع ونسب فضائل آل محمد وأنصارهم لآل أمية وآل معيط ومن بعدها لعثمان ثم لعمر وأبو بكر أولئك الذين غصبوها وقضوا على الأسس المتينة والوصايا القيمة التي أمر بها الله ورسوله في الثقلين وفي تسيير هذا الدين وزجوا وقووا أعداء آل محمد من معاوية ومروان فذويهم وحرموا الناس من علي وأتباعه منبع الفضل والكرامة والعلم والعدالة والحق وبنيه وأتباعه وهذا يذكرنا بما لحق الإنسانية من الحيف يوم أمر عمر بحرق مكتبة الإسكندرية العظيمة ومكتبات بلاد كسرى التي سوف يرد تفصيلها فقضى بذلك على نتائج الأدمغة المفكرة من
(١٠٢)