علي أخو رسول الله ولعلي (عليه السلام) مما أزاده الله فضلا على جميع العالمين وخصه بكرامة لم يخص بها أحدا من البشر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما آخى بين الصحابة في مكة قبل الهجرة وبعد الهجرة بخمسة شهور في كلا المرتين كان قد آخى في الأولى بين الصحابة قبل هجرتهم وفي الثانية كان قد آخى بين المهاجرين والأنصار وفي هذه المؤاخات نجد التقارب في الصفات والخصائص الخلقية والذاتية والغرائز وتقارب النفسيات والأفكار والروحيات بين المتآخيين وقد كان المتآخيين في كل مرة كما مر تختلف في الأخرى كما ذكرنا ولكنا نجدها في كل واحد لا تتغير أبدا فقد آخى رسول الله دون جميع الصحابة دون الأنصار والمهاجرين ودون أقرب الأقرباء له من أعمامه كالعباس وحمزة فقد انتخب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا أخا له وليس بمستغرب فقد انتخبه قبل التآخي بين الصحابة حتى انتخبه يوم الدار حينما دعى عشيرته الأقربين وأنذرهم وطلب إليهم بعد خطابه على من يعاضده ويؤازره في هذا الأمر ليكون أخاه ووزيره ووصيه وخليفته وكرر هذه الدعوى ثلاثا وفي كل مرة يسكت القوم ويقوم علي وهو ابن ثلاثة عشر سنة أو أقل ولما يبلغ الحلم فيقول أنا يا رسول الله أعاضدك وعندها يقول اسمعوا إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي عليكم فاسمعوا له وأطيعوا ثم آخاه يوم آخى بين المهاجرين قبل الهجرة وأعظمها بعد
(٥٤)