يعلم ما لهذه من الكرامة إن صحت عند الله وعند رسوله ولنزلت في هذه التضحية رغم خروجها من المنطق الآيات والكرامات من عند الله ورسوله ولا شك أنه ينطبق على ذلك القانون الأدبي والعلمي " حدث المرء بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له ".
وبعد هذا كله لم نجد من الآيات التي تشير إلى أبي بكر سوى آية الغار وهي لا تدل على كرامة بل العكس، وإني أشير لمناظرة المأمون مع الأربعين فقيه في العقد الفريد والحديث حول ذلك إثباته.
إن أبا بكر في حزنه أنه دل على قلة إيمانه وثقته بالله والإسلام ونبوة رسول الله وهو عليه أن يؤمن بأن الله معهم، وحافظهم.
وإنه إن اعتقد ذلك وتجلد وصبر كما عمل علي كان له الأجر العظيم.
وأما كونه صاحب رسول الله في الغار فهي كلمة الصاحب تدل على المؤمن والفاجر كما نجد ذلك في الآيات القرآنية التالية:
في سورة النجم الآية: 2 وفيه خطاب للمشركين: * (ما ضل صاحبكم وما غوى) * وفي سورة سبأ الآية 46 وهو يعني المشركين * (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة) *.
وفي سورة الكهف الآية 34 وهو خصمه * (فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) *.
وفي سورة الكهف الآية 37 * (قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) *.
وسورة الأعراف الآية 184 يعني المشركين * (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة) *.