شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.
فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويوازرني إلى القيام به يكون: أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ".
بهذا الحديث المختصر القليل المملوء بالحكمة، والحقيقة، أبان فيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حقيقة عظمي من حقائق دينه وهو الصادق الأمين الذي لم يسبق أن يكذب.
أراد بها شد أمرهم، وإهدائهم إلى الصراط المستقيم ونجاتهم من الجهالة والضلالة إلى العلم والهداية.
إلى النور والسعادة بيد أنى لهم وفيهم من غلبت عليه شقوته وتأصلت فيه جاهليته واردته إلى الحضيض وتغلب عليه الشيطان فأعمى بصيرته مثل أبي لهب الذي كان في مقدمة القوم طعنا واستهزاء بسيد الرسل وذبا عن الشرك والنفاق.
وقد كرر رسول الله جملته الأخيرة ثلاثا فلم يسمع جوابا من أحد منهم سوى ذلك الصبي الذي لم يبلغ الثالثة عشر من سنه ربيب رسول الله ومؤيده ومواليه هو علي ابن أبي طالب في كل مرة يقوم ويقول أنا أنصرك ووزيرك يا نبي الله ولقد أقعده مرتين وفي الثالثة خاطب القوم قائلا (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن خليلي ووزيري وخليفتي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب " عن أنس بن مالك ورواه الراغب الأصفهاني: ص 263 ج 2 في محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء.
ولقد روى المير سيد علي الهمداني الشافعي في مودته عن عمر بن الخطاب أن رسول الله حينما عقد الأخوة بين الصحابة قال عن علي: " هذا علي أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيي في أمتي، ووارث علمي قاضي ديني. ماله مني، مالي منه، نفعه نفعي وضره ضري، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد