مبيته على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال تعالى في السورة الثانية (سورة البقرة) الآية 203 في فضل ليلة مبيت علي مكان رسول الله ليلة الهجرة واقيا إياه بنفسه وهي * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) * إذ أن رسول الله لما أراد الهجرة بأمر من الله إلى المدينة أمر عليا بالمبيت في مكانه ووضع البرد الخضرمي الأخضر عليه وكان هذا البرد معروف للجميع ومثله المكان إنه خاص بمكان محمد وغطاءه كي لا يعلم مشركو قريش من مجموع القبائل الذين قرروا قتل محمد تلك الليلة في هجرته ومتابعته، ويستطيع الخروج بأمان ولا يخفى ما لهذه التضحية من علي في سبيل سلامة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من المنزلة الرفيعة وكم أظهر فيها علي من الشجاعة والإخلاص للنبي وحرص على الإسلام وقد تقبل ذلك بطيب خاطر ويعرض نفسه للقتل والمثلة وهو يرى ويسمع أصوات القوم وهم محيطين بذلك المكان ويحملون سيوفهم ليهوون بها عليه باعتباره محمدا هذا كله دون أن يتململ أو يحزن أو تخور قواه.
وقد أجمع على رواية ذلك الخبر أجل علماء السنة وأعلمهم كالإمام أحمد في مسنده ومحمد بن جرير بطرق مختلفة وابن سبع المغربي في شفاء الصدور والطبراني في الأوسط والكبير وابن الأثير في أسد الغابة ج 4 ص 25 وابن الصباغ المالكي ص 33 في الفصول المهمة والثعلبي والنيسابوري وفخر الرازي والسيوطي في