الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٩
أمر يده عليه فاضمحل الألم وقال: عن عمر ص 68 وفيه عوض الحية أن حيات وأفاعي يلسعنه فتساقطت دموعه فقال له رسول الله لا تحزن الخ. وبألفاظ تقارب تلك عن ابن كثير وأزاد الحلبي أن النبي وضع رأسه في حجر أبي بكر ونام فتساقطت دموع أبي بكر على رسول الله لألم لدغ العقرب فتفل النبي على محل اللدغ فشفاه. ومنهم من أزاد أنه النبي رأى آثار الورم على أبي بكر فسأله فقال لدغتني حية وكرهت أن أوقظك فمسحه النبي فزال الورم والألم وقال البعض إن السر في اتخاذ رافضة العجم اللباد والمقصص على رؤوسهم تعظيما للحية التي لدغت أبا بكر، في السيرة الحلبية ج 2 ص 39 و 40 والسيرة النبوية لزيني دحلان على هامش الحلبية ج 1 ص 342.
وإذا ما بحثت وناقشت في الروايات وجدتها من عدة وجوه لا تركن إلى سند ولم ترد عن السلف ولا الخلف ولم تنقل لا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا عن أبي بكر وهما وحدهما في الغار ورغم كل ذلك فإذا ما تصفحت الراوين وإسنادهم بالتوالي تجدهم وضاعين وكذابين لا يعتد بهم ولا بما كتبوه راجع في ذلك الغدير للعلامة الأميني: ج 8 ص 41 - 46 فترى فيه ما ترى من الأكاذيب والجعل والنسب البعيدة عن المنطق والمعقول. من دخول أبي بكر في الليل في الغار والتماسه الثقوب ونزعه ثوبه وتمزيقه، ونوم رسول الله في حجره وهو عريان ولسعة الحيات والأفاعي وتحمله هذه المصائب ورسول الله اليقظ الحكيم نائم في حجره العريان ورجله كلها في الحجر والحيات تنهشه ومع كل ذلك لا يرى ما يمنع عنه ذلك عن الله ورسوله حتى الصباح والله الذي أرسل الحمام لتبيض والعنكبوت ليسد باب الغار وهو يعلم أن مسحة أو تفلة من رسول الله تشفيه إن جميعها متناقضات ولا مدرك أو مستند لها خصوصا لا ترى لها أثرا لا عن الله ولا عن رسوله ولا عن أبي بكر نفسه الذي كان
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»