الخروج من مكة وقد كان خرج من قبل فرد، فازداد كراهية للمقام فلما خرج مع رسول الله وافق ذلك هوى قلبه ومحبوب نفسه فلم يكن له في الفضيلة ما يوازي فضيلة من احتمل المشقة العظيمة وعرض نفسه لوقع السيوف ورأسه لرضخ الحجارة لأن على قدر سهولة العبادة يكون نقصان الثواب.
كما قال ابن سبع المغربي في شفاء الصدور خلال عرض شجاعة الإمام علي ما يلي:
" علماء العرب أجمعوا على أن نوم علي على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل من خروجه معه وذلك أنه وطن نفسه على مفاداته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآثر حياته وأظهر شجاعته بين أقرانه ".
وجاء في تذكرة أبو المظفر سبط بن الجوزي ص 10 شعر حسان في علي كما يلي:
من ذا بخاتمة تصدق راكعا * وأسرها في نفسه إسرارا من كان بات على فراش محمد * ومحمد أسرى يؤم الغارا من كان في القرآن سمي مؤمنا * في تسع آيات تلين غزارا وقد أشار في البيت الثاني حول مبيت علي في فراش النبي. وجاء في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 270 ما قاله الإمام المعتزلي أبو جعفر الإسكافي: إنه حديث ثبت بالتواتر فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لأهل الملة وقد روى المفسرون كلهم أن قول الله تعالى:
* (ومن الناس من يشري) * الآية نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش كما روى ذلك الثعلبي في تفسيره مفصلا راويا:
إن الله آخى بين جبريل وميكائيل وقال: إن أحدكم أطول عمرا من الثاني