الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣١٠
ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره، وإن أظلم أمر، اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه، تصرخ في جور قضاءه الدماء، وتعج منه (1) المواريث، إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حق تلاوته، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر.
وله (عليه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتوى ترد على أحدكم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافة ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد.
أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه، أم نهاهم عنه فعصوه، أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه.
أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى.
أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول: * (ما فرطنا في الكتاب من شئ) * فيه تبيان كل شئ.
وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه:
* (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) *.
وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به.

(1) تمثيل لشدة الجور والظلم.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»