الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩٩
بابنة لها تؤنسني وأنها أي ابنتها شديدة الحياء والخجل إذا رأت أحدا. لذا منعتني من دخول أحد من النساء عليها ما دامت عندي كما قال إن ابنتها رغم أنها أصغر سنا مني فهي متعبدة متزهدة وطلبت منها أن تأتي بها وسوف لا أدع أحدا يدخل فأتت بها وأدخلتها حجرة وذهبت لبعض شأنها وكانت ابنتها مجلببة حتى إذا اختلينا وبدأت أحدثها فلم تجب ولأزيل خجلها رفعت الحجاب عن وجهها وإذا هو رجل مزين اللحية مخضوب الكفين والرجلين لابسا لباس النساء فارتعدت وقلت له بعد إفاقتي لتخرج قبل افتضاح الأمر وحذرته العاقبة فما كان إلا أن قام إلي وذهبت محاولاتي عبثا لقوته الفائقة وتمكن مني قهرا وفضني وما ابتعد عني حتى سقط لشدة سكره وغشي عليه وكان في وسطه سكينا فجذبته وقطعت رأسه ورفعت طرفي للسماء أستغفر الله وأستعينه وحينما دخل الليل حملته على ظهري وأتيت به لمسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجدت عند العادة إني حامل وأخفيت أمري حتى ولد ولم أقتله إذ لا ذنب له فجئت به للمحراب، وسمع عمر ذلك وقال اشهد أني سمعت رسول الله يقول (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وسمعته (صلى الله عليه وسلم) يقول: أخي علي ينطق بلسان الحق وطلبت الحكم من علي (عليه السلام) فقال لا دية للمقتول لعمله ولا على المرأة شئ لأنها مقهورة وطلب منها المرأة العجوز وأعاد الولد للمرضعة وسماه مظلوما وساعدتها الصدف أنها شاهدت العجوز في طريقها فأخذتها وأتت بها لمسجد الرسول فرآها علي (عليه السلام) فزجرها وقال عدوة الله أصدقيني فأنكرت كل شئ فطلب منها القسم عند قبر رسول الله ففعلت فاسود وجهها وأتوها بمرآة رأت وجهها وقامت الصلاة على رسول الله فبكت العجوز وقالت تبت فدعى علي (عليه السلام) وطلب من الله أن يعيدها إن صدقت فلم تعد فطلب علي (عليه السلام) من عمر أن يخرجوها خارج المدينة ويرجموها لما سببت في هتك وقتل ومولود حرام فأمر عمر بذلك وفي خلافة علي (عليه السلام) قتل مظلوم
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»