الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣١٤
الله في ماله فاقبض حق الله منه، فإن استقالك فأقله (1) ثم اخلطهما ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله، ولا تأخذن عودا ولا هرمة ولا مكسورة ولا مهلوسة ولا ذات عوار، ولا تأتين عليها إلا من تثق بدينه رافقا بمال المسلمين حتى يوصله إلى وليهم فيقسمه بينهم، ولا توكل بها إلا ناصحا شفيعا وأمينا حفيظا، غير معنف ولا مجحف ولا ملغب (2) ولا متعب ثم أحد إلينا ما اجتمع عندك نصيره حيث أمر الله به، فإذا أخذها أمينك فاوعز إليه ألا يحول بين ناقة وبين فصيلها ولا يحصر (3) لبنها فيضر ذلك بوليدها ولا يجهدنها ركوبا وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها، ولترفه على اللاغب (4) وليتأن بالنقب (5) والظالع (6) وليوردها ما تمر به من الغدر (7).
ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جواد الطريق. وليروحها في الساعات وليمهلها عند النطاف (8) والأعشاب حتى تأتينا بإذن الله (9) بدنا منقيات غير متعبات ولا مجهودات لنقسمها على كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك إن شاء الله.

(1) أي إذا طلب الاعفاء من هذه القسمة فاعفه منها واخلط وأعد القسمة.
(2) المجحف من تشدد في سوقها حتى تهزل. والملغب المعيى من التعب.
(3) حصر قلل لبنها.
(4) الذي أعياه التعب.
(5) ما نقب وتخرق خفه.
(6) ظلع البعير عمز في مشيته.
(7) جمع غدير.
(8) النطاف جمع نطفة وهي المياه القليلة.
(9) البدن جمع بادنة أي سمينة.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»