يريد القصاص مرة أخرى " أتى عمر (رض) برجل قد قتل أخا رجل فدفعه إليه وأمره بقتله فضربه الرجل حتى رأى أنه قد قتله فحمل إلى منزله فوجدوا به رمقا فعالجوه حتى برئ فلما برئ أخذه أخو المقتول الأول فقال أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك فقال قد قتلني مرة فانطلق به إلى عمر بن الخطاب فأمر بقتله فخرج وهو يقول والله قتلني مرة فمروا على علي (عليه السلام) فأخبروه خبره فقال: لا تعجل حتى أخرج إليك فدخل على عمر، فقال: أليس الحكم فيه هكذا، فقال ما هو يا أبا الحسن فقال يقبض هذا من أخي المقتول الأول ما صنع به ثم يقتله بأخيه فنظر الرجل أنه إذا اقتص منه أتى على نفسه فعفا عنه وتداركا. أخرجه المشايخ الثلاثة عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أحدهما، وروى أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن الرضا (عليه السلام) أنه كتب بينهما كتاب بالبراءة ورفع عمر يده إلى السماء وقال الحمد لله أنتم أهل بيت الرحمة يا أبا الحسن ثم قال لولا علي لهلك عمر.
خصام بين اثنين ويظهر لنا موهبة علي (عليه السلام) وإحاطته في جميع العلوم من القضية أدناه ولا نستطيع أن نعدها إلا معجزة ونبوغ ذاتي من الله عز وجل. أخرج القضية ابن حجر الهيثمي الشافعي في الصواعق ص 79 طبع مصر سنة 1308 بلفظ عن ابن المدائني وأخرجها على المتقي الهندي الحنفي في كنز العمال ح 3 / 180 عن كتاب