الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩٨
صدق الله ورسوله وابن عم رسول الله علي (عليه السلام) وأمر غلامه ليرفعه من المحراب كي يصلي وبعد الصلاة أتى بالطفل ووضعه بين يدي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقال (عليه السلام) لأوفى اطلب له مرضعة فتقبلته امرأة من الأنصار وعين لها أجرة من بيت المال وبعد تسعة أشهر طلب علي (عليه السلام) المرضعة وأمرها أن تلبسه يوما أعطاه إياها وتذهب به إلى المصلى وتخبرها عن امرأة تأتي وتقبله وتقول يا مظلوم يا بن المظلومة يا بن الظالم فكان ذلك إذا أخذته امرأة حسناء وقبلته وقالت ما قال وقالت أيضا ما أشبهك بولدي الذي مات وهي تبكي مرددته فتشبثت بها المرضعة وكلما حاولت التملص منها لم تستطع فأرشتها ببردتين يمانية وحلة صنعائية وثلاثمائة درهم هجرية وأوعدتها بمثلها بشرط كتم ذلك والطفل يبقى سالما وحينما قابت عليها أنكرت أنها رأت امرأة ولكنه أخبرها بتفصيل ما عملت فأقرت وحضرت أن تذهب وتجلبها فأخبرها أنها انتقلت إلى دار أخرى ولكنها ستأتيها بالموعد المقرر لترى الطفل وفي هذه المرة تأتيه بها وكان ذلك حينها أتت لترى الطفل تمسكت بها ولم تجد كل توسلاتها للخلاص فأتت بها عليا (عليه السلام) فأخبرها أنه يعلم ذلك من رسول الله وأنشأ يبين لها تفصيله فأخبرته هي بتفصيل أمرها بأن أباها من الأنصار وهو عامر بن سعد الخزرجي وقل قتل بين يدي رسول الله وأمها ماتت في خلافة أبي بكر وأصبحت وحيدة تجالس نساء الأنصار وقالت كنت أغزل معها وفي يوم جاءتنا عجوز تلبست بلباس التقوى وسألت الجميع أسمائها وسألتني عن اسمي واسم أبي وما كنت وأنا فيه الآن فأبدت لي العطف والحنان وقالت أتحبين أن أعرفك على امرأة تخدمك وتسليكي وهي ثقة مؤمنة ولما سألتها عرفت نفسها وقالت أكون لك أما فوافقت أن تكون معي ولما أتت معي أظهرت الزهد والتقوى في طعامها وسلوكها وصلاتها وصيامها وأظهرت أنها تريد الخروج لحاجة وأنها تريد أن تأتي
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»