يجيب أيضا على أسئلة اليهود وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 72 مسندا إلى محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعيد قال كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود فقال علي: علي بهم، فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا علي بين لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان، وعلى أي شئ هو؟
فاستوى علي جالسا وقال معشر اليهود: اسمعوا مني ولا تبالوا أن لا تسألوا أحدا غيري:
إن ربي عز وجل هو الأول لم يبد مما، ولا ممازج معما ولا حال وهما ولا شبح يتقضى، ولا محجوب فيحوى، ولا كان بعد لم يكن فيقال حادث، بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان، بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الزمان، ولا يتقلب شأن بعد شأن، وكيف يوصف بالأشباح، وكيف ينعت بالألسن الفصاح، لم يكن في الأشياء فيقال بائن ولا بين عنها فيقال كائن، بل هو بلا كيفية وهو أقرب من حبل الوريد وأبعد في الشبه من كل بعيد، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظه، ولا ازدلاف رقوه، ولا انبساط خطوه في غش ليل داج ولا ادلاج لا يتفشى عليه القمر المنير، ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئها في الكرور، ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر، إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه، فهو العالم بكل مكان وكل حين وأمان، وكل نهاية ومدة والآمد إلى الخلق مضروب، والحد إلى غيره منسوب، لم يخلق الأشياء من أصول أولية، ولا بأوائل كانت قبله بدية، بل خلق ما