وحكمته وقضاءه. وكم أمر باتباعه ونهى التخلف عنه وهو الذي قال فيه يا علي ستقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.
ذكر محمد صبيح في كتابه الذي سماه (القرآن) ص 118 طبع مصر سنة 1358 ما يظهر منه أن الصحابة لم يفهموا جميع ألفاظ القرآن مع أنهم أعراب والقرآن كان عربيا ونزل باللغة العربية فلا يضر أبا بكر وعمر وغيرهما إن لم يعرفوا بعض كلمات القرآن فانظر إليه يقول: " نزل القرآن باللغة العربية القرشية التي ذكرنا أن كثيرا من ألفاظ اللغات الأخرى ولغات القبائل المجاورة دأبت فيها وقد فهم الصحابة القرآن إجمالا ولكن ألفاظا غير قليلة استغلقت عليهم بل إن بعضها لا يزال مستغلقا علينا إلى اليوم " وهذا اعتراف صحيح وأننا نأخذ عليهم تقدمهم مع جهلهم على أعلم الأمة وأرشدها وأهداها والذي نصبه الله ورسوله إماما وهاديا والذي كرر كلمة سلوني قبل أن تفقدوني والذي قال بعلمه بكل معاني القرآن وفيهم نزلت ومتى ورغم ذلك فهم قاصرون عن مفهوم كلمات أبا والكلالة وأمثالها، وينسب أتباعهم تعصبا كلمات القرآن إلى غير العربية دون رعاية ما أوردناه من الآيات القرآنية بكون القرآن عربي.
وأما عمر فنذكر هنا بعض ما ورد عنه فقد جاء في الدر المنثور 6 / 317 لجلال الدين السيوطي قائلا أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب والحاكم وصححه عن أنس أن عمر قرأ على المنبر فأنبئنا فيها حبا وعنبا وقضيا إلى قوله وأبا قال كل هذا قد عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت بيده فقال هذا لعمر والله هو التكلف فما عليك يا عمر أن لا تدري ما الأب، اتبعوا ما بين لكم هذا، من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه.