الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٦٠
ونحن لا ندري كيف يتلقى العلماء والأدباء هذا الكلام من خليفة المسلمين والكلام صفة المتكلم.
الحبر اليهودي مع أبي بكر ثم علي (عليه السلام) أخرج المفيد في إرشاده حول قضايا علي (عليه السلام) في خلافة أبي بكر أن حبرا من أحبار اليهود جاء أبا بكر فقال أنت خليفة نبي هذه الأمة، فأجاب نعم فقال: إنا نجد في التوراة أن خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فأخبرني عن الله تعالى أين هو في السماء أم في الأرض فقال أبو بكر: هو في السماء على العرش فقال اليهودي فأرى الأرض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان، فقال أبو بكر هذا كلام الزنادقة اغرب عني وإلا قتلتك، فولى الحبر متعجبا يستهزئ بالإسلام فاستقبله علي، فقال يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وما أجبت به وإنا نقول. إن الله عز وجل أين الأين فلا أين له، جل أن يحويه مكان فهو في كل مكان بغير مماسه ولا مجاوره، يحيط علما بما فيها ولا يخلو شئ من تدبيره، وإني مخبرك في كتاب من كتبكم يصدق ما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به؟ فقال اليهودي نعم، قال ألستم تجدون في بعض كتبكم إن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له موسى من أين أقبلت قال من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك فقال له قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز وجل فقال موسى سبحان من لا يخلو من مكان ولا يكون من مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي أشهد أن هذا هو الحق وأنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»