الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٥٤
باجتهاده ويصرح بذلك ويجهل معنى الأبا في السورة (وفاكهة وأبا) وقد أراد كثير من الكتاب المتعصبين لأبي بكر إخراج الكلمة في اللغة العربية دون أن يتوجهوا إن في القرآن آيات بينات ثبتت أن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين وسنذكر هذه الآيات أدناه. كما نرى أنه يعجز عن الإجابة على أسئلة اليهود والنصارى فنراه رغم علمه بعلم علي في كل شئ يفضل أن يبقى يجهل الأمر ويأبى أن يسئل عليا إلا مرغما أحيانا فنجد عليا هو الوحيد لحل كل المشاكل التي تعرض عليه سواء كانت القضايا الموجهة إليه رموز أو لغات أو معاني تحتاج إلى تفسير وتفصيل أو أحكام ودعاوى تحتاج إلى حكم وقضاء منها:
ما جاء في الرياض النضرة 2 / 192 بسنده عن ابن عمر إن اليهود جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا صف لنا صاحبك فقال معشر اليهود كنت معه في الغار كإصبعي هاتين، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره، ولكن الحديث عنه (صلى الله عليه وسلم) شديد. وهذا علي بن أبي طالب. فأتوا عليا فقال:
لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالطويل الذاهب طولا، ولا بالقصير المتردد، كان فوق الربعة، أبيض اللون مشربا بحمرة، جعد الشعر ليس بالقطط. يضرب شعره إلى أرنبته، صلت الجبين، أدعج العينين، رقيق المشربة، براق الثنايا، أقنى الأنف كان عنقه إبريق فضة، له شعرات من لبنه إلى سرته كأنهن قضيب مسك أسود، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن وكان شثن الكف والقدم، وإذا مشى كأنما ينقلع من صخر، وإذا التفت التفت بجامع بدنه، وإذا قال غمر الناس، وإذا قعد علا الناس، وإذا تكلم انصت الناس، وإذا خطب أبكى الناس وكان أرحم الناس بالناس لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالريم الكريم، إشجع الناس، وأبذلهم كفا، وأصبحهم وجها لباسه العباءة وطعامه خبز الشعير وأدامه اللبن ووسادته الأرم، محشو بليف النخل، سريره
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»