الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٠
العلقم وألم للقلب من حز الشفار " فمن اشتكى علي يا ترى؟ ومن تألب عليه وبدأها؟ وصب عليه وعلى الأمة المصائب سوى من بدأها بالسقيفة وفجرها في الشور وسلم قيادتها لآل أمية وفرق الإسلام وأهله واتخذ أحكام الله وشريعته ألعوبة، يظهر ما لا يبطن ويبطن ما لا يظهر يقدم أرذل خلق الله ويؤخر أنقى خلق الله ويتلاعب بمقدرات دين الله.
ولا شك وأن كل من غصب وتظاهر على علي وأهل بيته وصحابته البررة من المسلمين مهما كانت منزلته إنما تظاهر وحادد الله ورسوله نافق في القول والعمل تظاهر بالإسلام وأبطن العداء فهو ممن تنطبق عليه آيات النفاق الواردة في القرآن ومنها: * (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) * وقوله تعالى: * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) *، يعرفها العاقل من أعمالهم المناقضة لأقوالهم ومن نتائج تلك الأعمال من سيرتهم وولاتهم وما آلت إليه وكيف دالت بسبب سلوكهم دولة الإسلام ومن جاء بسعيهم من حكومات الظلم من أتباعهم وشيعتهم أولئك السفاكين بالصحابة البررة والقاسطين في أحكام الله وآل رسوله، والغاصبين لمنصب الخلافة المتكين على أريكة الحكم مكرا، وخديعة وزورا وظلما، والمتلاعبين بالدين والأمة الإسلامية المستبيحين للنفوس البريئة وأموال المسلمين وأعراضهم والمحاددين لله باسم العدالة والدين الحنيف أولئك الذين أقاموا الفتنة وانقلبوا بعد موت سيد الرسل وتحققت بهم الآية: * (وما محمد إلا رسول أفإن مات انقلبتم على أعقابكم) *. وقد فعلوا فأعرضوا عن حدود الكتاب والسنة وخالفوا رسول الله في وصاياه ووصيه وخليفته فكانوا المنافقين حقا في عهد حياته وبعد مماته ولسوف نورد نبذا من خطب وكلمات الإمام (عليه السلام) عنهم تحت ذم المنافقين ونعود لنؤيدها بآيات الكتاب المبين.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»