الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢١٤
ومشرب دوى إنما هي كالمعلوفة للمدى لا تعرف ماذا يراد بها إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها وشبعها أمرها.
والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ولكن أخاف أن تكفروا في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما انطلق إلا صادقا ولقد عهد إلي بذلك كله وبمهلك من يهلك ومنجى من ينجو ومآل هذا الأمر وما أبقى شيئا يمر على رأس إلا أفرغه في أذني وأفضى به إلي، أيها الناس إني الله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها " (1).
32 - 4 / 188 وفيها يذكر صفته القريبة روحا وجسما ومقاما وإيمانا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنه أحق الجميع بالخلافة حيث يقول:
" ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وتتأخر فيها الأقدام نجدة أكرمني الله بها ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن رأسه لعلى صدري ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله (صلى الله عليه وآله وسلم) والملائكة أعواني فضجت الدار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا وميتا؟ فانفذوا على بصائركم ولتصدق نبآتكم من جهاد عدوكم فوالذي لا إله إلا هو. إني لعلى جادة الحق وإنهم لعلى مزلة الباطل أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
33 - ج 4 / 193 من كلام له عندما دفن سيدة النساء فاطمة (رض) وعندما أخذ يناجي رسول الله عند قبره شاكيا متظلما ممن غصبوه وتألبوا عليه قوله (عليه السلام):

(1) فيها مغيبات عن رسول الله عن الله.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»