مدخل فيه لكن لا على وجه الحكاية عن اللفظ الاخر مثل قول القائل سبحان الله أو سبحان ربى فان كلا منهما لا يكون ذكرا الا بعد قصد الفاعل معناهما المشتمل على تنزيه الباري جل اسمه والجزء المشترك بينهما يصير من اجزاء الذكر بذلك القصد ولو قصد الذكر بقوله سبحان الله ثم بداله بعد التلفظ بالجزء المشترك ان يضم إليه كلمة ربى يصدق انه ذكر الله سبحانه بقوله سبحان ربى وثالثة يكون جزء المركب على نحو لا يصدق عليه انه جزء لذلك المركب الا ان يؤتى به بقصد الحكاية عن الألفاظ الخاصة كقراءة اجزاء القران فان قراءة القرآن عبارة عن التكلم بألفاظه النوعية حكاية عن خصوص الألفاظ المنزلة لا أقول على نحو الحكاية التصديقية بان يرجع قول القارئ الحمد لله رب العالمين إلى قضية تصديقية حاكية عن قول الله عز وجل على نحو التصديق الخبري بل أقول على نحو الحكاية التصورية كاستعمال اللفظ في معناه فالألفاظ المنزلة بمنزلة المعنى للألفاظ المقروة فقراءة سورة التوحيد عبارة عن التكلم بألفاظها النوعية بقصد حكاية ذلك الكلام الشخصي وان أراد قراءة تمامها من الابتداء إلى الانتهاء فلابد ان يأتي بما يحكى عن تمام تلك القطعة الشخصية المنزلة التي أولها البسملة فإذا قرأ البسملة من دون تعيين بسملة التوحيد فما اتى بما يحكى عن البسملة التي هي جزء للتوحيد وإذا قرأ بعد ذلك باقي السورة بقصد الحكاية الألفاظ الشخصية المنزلة يصدق انه قرأ سورة التوحيد الا بسملتها والمفروض وجوب سورة تامة في الصلاة.
فان قلت أليس الشخص المفروض قرء مجموع ألفاظ أولها البسملة واخرها كفوا أحد وهل كانت سورة التوحيد مثلا الا هذه فلا شئ لا يصدق انه قرء سورة تامة قلت من المسلم انه من قرء هذا المجموع بقصد استعمال ألفاظه في معانيها لا يصدق انه قرء سورة القران فقراءة سورة القران ليست عبارة عن التكلم بألفاظها النوعية بأي نوع كان بل لابد في صدق القرآنية على التكلم بالألفاظ المذكورة من قصد الحكاية بها عن الألفاظ الشخصية المنزلة وبعبارة أوضح من قرء البسملة ثم اتى بمثل ألفاظ سورة التوحيد إلى اخرها بأي نحو كان فهو وان كانت الابعاض المقروة اجزاء للكلام الصادر من نفسه لكن لا يكفي ذلك في صدق سورة القران الذي هو كلام الله المنزل بل صدق تلاوة