الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ١١
الغادر، تقدم مصعب باللواء عاليا نحو المشركين ودافع دفاع المستميت، يد تحمل الراية ويد تضرب بالسيف، غير أن تكاثر الأعداء عليه للعبور على جثته إلى حيث يلقون الرسول (صلى الله عليه وآله).
ولندع شاهد عيان يصف لنا مشهد المعركة وختام حياة مصعب الخير وشهادته.
يقول ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه، قال:
حمل (مصعب بن عمير) اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، وقتل الأقران من المشركين، فأقبل ابن قميئة - وهو فارس - فاختلفا بضربتين، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) *.
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) * [ثم حمل عليه ابن قمئة ثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء] (ألا لعنة الله على ابن القمئة) خر مصعب على الأرض صريعا كالجبل... وسقط اللواء.
وقع شهيد الفضيلة مضرجا بدمه، بعد أن خاض سوح الجهاد في استبسال قل نظيره في معركة الفداء والإيمان، مدافعا عن الرسول ورسالته.
وبعد شهادته وقف الإمام علي (عليه السلام) والبقية الباقية من جنود الإسلام كأبي دجانة يحامون عن حرم رسول الله ويدافعون عنه دفاع المستميت، إلى أن رجع الكفار وولوا الدبر.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 » »»