الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ١٠
من موسوعة المصطفى والعترة (محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله))، وشهد (مصعب بن عمير) غزوة بدر مع الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويلقنون جيوش المشركين الكفار درسا يفقدهم صوابهم، حيث قتل من صناديد قريش وشجعانهم سبعون ماردا واسر منهم سبعون وهزم الباقون شر هزيمة يجرون أذيال الخيبة والعار، ويملأ الحقد قلوبهم.
وغزا المشركون المدينة مرة ثانية بأكثر عدة وعددا، فيلتقي بهم المسلمون في (أحد) ويعبؤون أنفسهم، ويقف الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) في وسط صفوف المسلمين ليختار من بينهم من يحمل الراية، ويدعو (مصعب الخير) الذي هو من بني عبد الدار، فيتقدم ويحمل اللواء، حيث كان حاملا راية المشركين بني عبد الدار وشجعانهم.
وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويحمى الوطيس، وتنتصر عساكر المسلمين في بادئ الأمر انتصارا ظاهرا، وانهزم المشركون، وانشغل المسلمون بالسلب، ويخالف بعض الرماة الذين عينهم الرسول (صلى الله عليه وآله) في فتحة الجبل ليحمي ظهور المسلمين، ويغادرون مواقعهم من فتحة الجبل ليشتركوا في السلب، ولكن عملهم هذا، سرعان ما يحول نصر المسلمين إلى هزيمة منكرة، ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش يقدمهم خالد بن الوليد تغشاهم من فتحة الجبل الذي تركوه، وتعمل سيوف المشركين فيهم على حين غرة من خلفهم، ومزقتهم شر ممزق، فقتل منهم من قتل وهرب منهم إلى أعالي الجبال.
وحين رأى الفئة الثابتة من المؤمنين وفي مقدمتهم الإمام علي، ومصعب بن عمير، وأبو دجانة، الفوضى والذعر يمزقان صفوف المسلمين، وتركيز المشركين واندفاعهم إلى مركز القيادة لينالوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأدرك المسلمون الخطر
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 » »»