ثم اتفقوا على أن يقولوا الحق الذي سمعوه من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لا يحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما يكون..!!
وانعقد الاجتماع من جديد، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر:
[ماذا تقولون في عيسى]..؟؟
ونهض جعفر مرة أخرى كالمنار المضئ وقال:
[نقول فيه ما جاءنا به نبينا (صلى الله عليه وآله): هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه]...
فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه...
لكن صفوف الأساقفة ضجت بما يشبه النكير...
ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين:
[اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل]..
ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبابته تشير إلى مبعوثي قريش:
[ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها..
" فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه]...!!
وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائدين إليها...
وخرج المسلمون بزعامة (جعفر) ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما قالوا: " بخير دار... مع خير جار.. " حتى يأذن الله لهم بالعودة إلى رسولهم وإخوانهم وديارهم..
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحتفل مع المسلمين بفتح (خيبر) السنة السابعة من الهجرة حين طلع عليهم قادما من الحبشة (جعفر بن أبي طالب) ومعه من كانوا