مذهبهم في شمال إفريقيا ودخلوا به مصر حين استولوا عليها وعلى بلاد الشام وكان مذهبهم المذهب الرسمي وشاركه بعض المذاهب الأربعة وبقي بمصر مدة دولتهم غير أن أحدا من أهل مصر لم يتبع هذا المذهب وقد انقرض هذا المذهب وأهله من مصر بزوال الدولة الفاطمية ولم يبق اليوم من هذه الطائفة سوى أتباع آغا خان بالهند وجنوب إفريقيا وبعض بلاد الشام ولا يعرف لهم فقه اليوم " وجاء في الصحيفة 36: " أما مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية فكان مذهبهم منتشرا بالعراق وآسيا الشرقية وبعض بلاد الجزيرة وهو اليوم بالعراق وفارس وأتباعه أقلية في البلاد الأخرى ".
هذا ما ورد في أحدث موسوعة عربية تشرف عليها مؤسسات حكومية وشعبية ومن هنا يحق لنا أن نتساءل إلى متى يظل الناس في هذا الجهل بالحقائق ومتى يمكن أن يرجعوا إلى المصادر الصحيحة ويكتبوا بتجرد وإخلاص وفهم؟...
1 - إن الزيدية ليست أشهر مذاهب الشيعة، بل أشهرها المذهب الجعفري وهو ما يطلق عليه المذهب الاثنا عشري وأحيانا الإمامي، وأتباعه يكاد يقارب عددهم خمس عدد المسلمين في العالم، وليسوا محصورين في العراق وفارس وليسوا أقلية في كثير من البلاد الأخرى.
2 - في الأصل أن كلمة الإمامية تعم الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية الفاطمية وهي في الحقيقة مرادفة لكلمة (الشيعة) ولكنها في العصور المتأخرة أصبحت تطلق على الجعفرية (الاثني عشرية) ومن هنا فإن التقسيم الذي اعتمدته الموسوعة المذكورة مخطئ.
3 - إطلاق صفة الباطنية على الإسماعيلية دون تمييز بين فرقتيها والقول بأن منهم العبيديين أو الفاطميين ثم القول بأن الغموض حليف فقه الإسماعيلية منذ ظهورها حتى اليوم. كل ذلك هو خطأ في خطأ.
فالباطنية في الحقيقة هي صفة الإسماعيليين النزاريين (الآغاخانية) ولا يصح أن تطلق على الفاطميين. وفقه الإسماعيليين الفاطميين لم يكن في يوم من الأيام