الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٩٨
دون نزار وولاية العهد لأمور كانت بينه وبين نزار ولكون أحمد زوج شقيقة الوزير الأفضل، كما يرون أن المستنصر توفي ووزيره الأفضل مسيطر على الحكم فتمت بذلك ولاية العهد وانتقال الخلافة لأبي القاسم أحمد الذي لقب بالمستعلي بالله.
وهكذا انشقت عن الدولة الفاطمية ومذهبها الجماعات التي قالت بإمامة نزار، وعرفت في التاريخ باسم (الإسماعيلية النزارية) مقابل الذين اعترفوا بإمامة أحمد المستعلي بالله وظلوا أتباعا للخلافة القائمة ومذهبها، وعرفوا في التاريخ باسم (الإسماعيلية المستعلية) (1).
ثم تنوسي الاسمان مع الزمن وانفرد النزاريون باسم الإسماعيلي، وصار من يريد أن يميزهم عن غيرهم يطلق عليهم لقب (الآغاخانية). نسبة إلى (آغاخان) وتخلص بقايا الفاطميين من اسم الإسماعيلية لما طرأ على العقيدة بعد ذلك من تحول، كما سيأتي تفصيله، ورضوا باسم (البهرة).
ولما تم الأمر لأحمد المستعلي بالله مضى نزار إلى الإسكندرية فتلقاه واليها ناصر الدين أفتكين بقبول حسن وبايعه هو وأهل الإسكندرية. فلما علم الأفضل بن بدر الجمالي بذلك خرج إلى الإسكندرية يقود جيشا كثيفا ولكنه انهزم وعاد إلى القاهرة، ثم جهز جيشا آخر وعاد لحصار الإسكندرية والتضييق عليها فاضطر نزار للتسليم هو وأفتكين فأمنهما الأفضل ثم قتلهما.
على أن في النزاريين من لا يريد أن يسلم بهذه الحقيقة التاريخية، بل يقول

(1) للذين يلصقون عقائد الإسماعيليين النزاريين بالفاطميين ننقل قولا للدكتور جمال الدين الشيال أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الإسكندرية، ذكره في الصفحة 47 من كتابه (مجموعة الوثائق الفاطمية). قال الدكتور الشيال: " وقد ناصب النزارية الفواطم في مصر العداة، ولم يلق الخلفاء الفاطميون - منذ عهد المستعلي - أعداء أشد قسوة من النزارية بحيث نستطيع أن نقول إن تاريخ الحركة الإسماعيلية بوجه عام، وتاريخ الدولة الفاطمية بوجه خاص كان من الممكن أن يتخذ شكلا آخر غير الذي عرفناه لو أن الإسماعيلية النزارية اتحدوا مع الفاطميين في مصر بدلا من انتهازهم كل فرصة ممكنة للمكيدة والاضرار بهم. والخلاف بين الفريقين يتصل اتصالا وثيقا بصميم المذهب ومبادئه الأساسية.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»