الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٧٦
3 - قال وهو يحلل رشيد الدين فضل الله الهمذاني: " ثم إن إصرار ابن العلقمي الوزير العباسي على هولاكو في الهجوم على بغداد... ".
4 - قال في مكان آخر: وقد أثارت هذه الحوادث الوزير العلقمي فحملته على مكاتبة هولاكو واستدعائه لطي بساط العباسيين (انتهى).
هذه هي التهم الصريحة التي وجهها الكاتب إلى الوزير المفتري عليه (ابن العلقمي) مشركا معه في أول كلامه بالتهمة: نصير الدين الطوسي، وساهم فيها في افتراء المفترين دون أن يحسب أي حساب للحقائق التاريخية التي تصفع كل باطل جاء به المبطلون...
فما هي الحقائق في ذلك؟
نريد أولا: أن نفند الزعم القائل: بأن ابن العلقمي (هو الذي مزق جيش الخلافة في أطراف البلاد) إضعافا للدفاع عن بغداد، كما نقل الكاتب عن (حبيب السيد) متبنيا قوله، كما تبنى هذا القول غيره من الكتاب المفترين:
إن أمر الجيش لم يكن بيد ابن العلقمي، ولا كان هو الذي يفرض جمعه أو تفريقه أو الانفاق عليه، ولم تكن له أية صلاحية في شأن من شؤونه. وإن صح تفريق الجيش فإن الذي يكون قد قام بتفريقه هو الرجل المسؤول عن ذلك ومن بيده أمر تصريف شؤون الجيش وهو غير ابن العلقمي كما سنبينه هنا:
فإليك هذه النصوص التاريخية التي جاءت في كتاب (الحوادث الجامعة) الذي كان مؤلفه معاصرا لتلك الأحداث: فقد أورد وهو يذكر حوادث سنة 650 ما يلي:
" وفيها فارق كثير من الجند بغداد لانقطاع أرزاقهم ولحقوا ببلاد الشام " (1).
ومن حوادثهم أنهم طالبوا بزيادة أعطياتهم ولما رفض الشرابي قائد الجيش طلبهم حاولوا الإخلال بالأمن وطالبوا بإخراج المحبوسين منهم، ثم خرجوا إلى

(١) ص ٢٦١.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»