الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٣٣
الإمامة فيه، لأن " الأئمة من قريش " يدل، بحصر المبتدأ، على الخبر، على ذلك ولا نعني بالإمامة، إمامة الخلافة بل إمامة العلم والدين، أو أعم من ذلك... " " ولو أن أحدا من الخلق، غيره، ادعى أنه قرشي وأراد منا هذه المرتبة لقلنا له:
" أولا أثبت أنك قرشي، هيهات!...
" وثانيا ينبغي أن يكون من المتمسك من العلم والدين بحيث يكون من العلم والدين بحيث يكون من جملة القوم المشار إليهم في هذه الأحاديث... " ثم أورد في تجليل الشافعي فصلا مشبعا، وفيه: إن الله تعالى كما استأثر لنبيه اسم محمد قبل النبي كذلك استأثر اسم محمد في قريش قبل الشافعي له!
وبعد ذلك زعم أنه كما ورد في حقه ما يدل على إمامته، بعومها، صدرت أيضا أخبار للدلالة عليها بخصوصها مثل " لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما ". " ولا تؤموا قريشا وائتموا بها، ولا تقدموا قريشا وقدموها، ولا تعلموا قريشا وتعلموا منها، فإن إمامة الأمين من قريش تعدل إمامة الأمين من غيرهم وإن علم عالم قريش ليسع طباق الأرض " ثم نقل عن " أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه " شرحا في بيان أن حديث " عالم قريش يملأ الأرض علما " لا مصداق له إلا الشافعي، وأنه إن نازع جدلي مغرور، وعارض بعلي وابن عباس فإنهما من علماء قريش فنقول له:
" من ذكرت وإن كان في العلم والدين بالمنزلة التي تفوق الشافعي إلا أن - التصانيف والشهرة! وكثرة الأتباع! مخصوصة بابن إدريس! " وبعد هذا النقل أورد السبكي رأي نفسه وقال:
"... وأنا أقول: ولئن سلمنا أن أمر من ذكرت كذلك، ولا والله لا نسلم ذلك إلا تنزلا ولا يعتقده إلا أحمق (!!) فنقول: الشافعي أيضا من علماء قريش... " الخ.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»