من قوة الإيمان والعقيدة، ووحدة الإرادة والكلمة، بحيث كان عنوان " الإسلام " وعنوان " المسلم " من أية جنسية كان المسلم، وفي أي قطر من الأقطار، عنوانا جامعا للشتات، رابطا للمتفرقات، ونقطة مركزية تدور على محورها آلاف وألوف من المسلمين، كل منهم يفتدي بماله ونفسه وعياله في سبيل حفظ ذلك العنوان الجامع، ولبسطه واعتلائه، ويعتقد أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، ويجتهد ويجاهدان بأن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، فكان الإسلام بمجاهدتهم ووحدتهم كما أرادوا وأحبوا، والمسلمون على ما يليق بشأنهم وعلى ما شاؤوا.
وأصبحوا في عصرنا من ضعف الإيمان، والتشتت والافتراق، والعصبية والعناد، بحيث قدموا الجنسية على الإسلام فنرى، حتى في هذا المؤتمر الذي انعقد باسم " الإسلام "، يؤخر اسم الإسلام عن " العروبة " فيهتف بعنوان " العروبة والإسلام! " ويؤخر اسم المسلمين عن " العرب " فينادى جهارا بعنوان " العرب والمسلمون ".
جاء السلام لتوحيد البشر من العرب والعجم " وشاء أن يكون عنوان الكل " المسلم " وقضى على سائر العناوين مطلقا فمن يبتغ غير " الإسلام " شأنا وسوى " المسلم " عنوانا لن يقبل منه، ويكون من الخاسرين. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فيصيروا من الأذلين الهالكين.
ثم اقترحت لمسألة الجزاير وفلسطين، ولما ينفع عامة المسلمين، ويورث - الاتحاد والاتفاق، وينتج القوة والقدرة، ويجدد الشوكة والعظمة، ما تلقته الجماعة بالقبول والتحسين 1.