الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٩٠
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: أما الحياء: فيتشعب منه اللين والرأفة والمراقبة لله في السر والعلانية، والسلامة واجتناب الشر، والبشاشة والسماحة، والظفر وحسن الثناء على المرء في الناس.. (1).
فإذا قدم سائل على أهل البيت عليهم السلام سارعوا إلى قضاء حاجته، يستحون أن يرون على وجهه ذل المسألة وانكسار السائل، ويستحون أن يؤخروه، أو يعطوه دون ما يأمل، أو دون حاجته.
فإذا كان السائل ممن هو أهل للعطاء أكرموه وزادوا في إكرامه، حياء منهم أن يردوه بقضاء حاجته وحسب.
روي أن رجلا جاء إلى الإمام الحسن عليه السلام وسأله حاجة، فقال له الإمام: يا هذا! حق سؤالك إياي يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب تكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عز وجل قليل، وما في ملكي وفاء بشكرك، فإن قبلت مني الميسور، ورفعت عني مؤونة الاحتيال والاهتمام لما أتكلفه من واجبك، فعلت.
فقال الرجل: يا ابن رسول الله! أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع. فدعا الحسن عليه السلام بوكيله، وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها، فقال: هات الفاضل من الثلثمائة ألف درهم، فأحضر خمسين ألفا. قال: فما فعل بالخمسمائة دينار؟ قال: هي عندي، قال: أحضرها.
فأحضرها، فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: هات من يحملها. فأتاه بحمالين، فدفع الحسن إليهم ردائه لكراء الحمل. فقال له مواليه: والله ما عندنا

(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست