الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٩٤
السلام رحمة وحنانا. وهو سلام الله عليه على سر أبيه علي عليه السلام الذي قال فيه أبو الطفيل: رأيت عليا عليه السلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل، حتى قال بعض أصحابه: لوددت أني كنت يتيما (1).
وكذا الإمام الحسين عليه السلام.. أنس السائلون عنده برأفته أكثر من أنسهم بدراهمه ودنانيره، وطابت أنفسهم بكرم أخلاقه، أكثر مما طابت بكرم يده، إذ وجدوه محبا للخير باذلا في ذلك جهده، مقرنا به لطفه، وحنانه وعطفه.
وقد كان في عطائه قضاء حاجة المضطر، وتنفيس كربة المكروب، وإغاثة الملهوف، وإحقاق الحق وبذل المال في محله، وإدخال السرور على المهموم، وفك العسر عن المغموم.
وكان من عطفه على الناس أن توسط في نيل ما يحتاجونه حتى لدى الفاسقين.
دخل الحسين عليه السلام على معاوية يوما وعنده أعرابي يسأله حاجة، فأمسك معاوية وتشاغل بالحسين عليه السلام، فقال الأعرابي لبعض من حضر: من هذا الذي دخل؟ قالوا: الحسين بن علي، فقال الأعرابي للحسين عليه السلام: أسألك يا ابن بنت رسول الله لما كلمته في حاجتي. فكلمه الحسين عليه السلام في ذلك فقضى حاجته، فقال الأعرابي:
أتيت العبشمي فلم يجد لي * إلى أن هزه ابن الرسول هو ابن المصطفى كرما وجودا * ومن بطن المطهرة البتول

1 - نقلا عن (علي من المهد إلى اللحد)، للسيد محمد كاظم القزويني: 234.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست