الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٣٢٢
بإبراهيم. قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلا قبله، وضمه إلى صدره ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم). تاريخ بغداد / ج 2 ص 204.
وعن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند وفاته وهو يجود بنفسه، وقد ضم الحسين إلى صدره وهو يقول: هذا من أطائب أرومتي، وأبرار عترتي، وخيار ذريتي، لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي. قال ابن عباس: ثم أغمي على رسول الله ساعة، ثم أفاق، فقال: يا حسين! إن لي ولقاتلك يوم القيامة مقاما بين يدي ربي و خصومة، وقد طابت نفسي إذ جعلني الله خصما لمن قاتلك يوم القيامة).
مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي ج 1 ص 176.
وهذه الأحاديث الشريفة - على قلة ما أوردنا - هي مفصحة عن قدر الإمام الحسين (عليه السلام) ومقامه السامي ومنزلته الرفيعة وشأنه الجليل عند الله (جل ذكره)، وعند سيد الرسل (صلى الله عليه وآله).
ولا نقول بعد ذلك إلا: أن الإمام الحسين (سلام الله عليه) هو مجمع الفضائل، وقد فاز من أحبه، وسعد من والاه، وهلك من عاداه، وخاب من جحده وحاربه وأبغضه، وضل من فارقه وخالفه. ومن أراد الاطمئنان إلى صحة ذلك فنحن نصحبه إلى صحابة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، و من جاء بعدهم، نجالسهم ونستمع إليهم وهم يحدثوننا عما ارتأوا.
قال عمر بن الخطاب للإمام الحسين (عليه السلام): إنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله، ثم أنتم). تاريخ بغداد / ج 1 ص 141 وذكره الهندي في كنز العمال / ج 7 ص 105، وقال: أخرجه ابن سعد، وابن راهويه وذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة / ص 107 ولكن قال: قال عمر: وهل أنبت الشعر في الرأس بعد الله إلا أنتم؟! قال:
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست