الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٣٩
نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار) *، قال عمر: هما الأفجران من قريش، بنو المغيرة وبنو أمية.
ولكن الغريب حقا أن عمر بن الخطاب هو الذي ولى بني أمية على الشام، حتى إذا جاء عثمان بن عفان ثبتهم على الحكم، وأطلق يدهم في الأموال، ووسع لهم في السلطة على غير الشام، ومد لهم في الصلاحيات.
وأخرج المؤرخ المعروف (الخطيب البغدادي) في تاريخه (1)، عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري - عند منصرفه من صفين - فقلنا له: يا أبا أيوب! إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وآله وبمجئ ناقته تفضلا من الله وإكراما لك أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله؟! فقال: يا هذا! (إن الرائد لا يكذب أهله)، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي كرم الله وجهه، بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين - إلى أن قال أبو أيوب الأنصاري: وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم، يعني معاوية وعمرا.
ولم تأت رواية تلوم هذا الصحابي الجليل المتفقه (أبا أيوب الأنصاري) لأنه حارب بني أمية باعتبارهم القاسطين، المنحرفين، ولكن الأقلام الحاقدة حملت اللائمة على الإمام الحسين سلام الله عليه حينما حمل سيفه وزحف إلى كربلاء، وأخذت تطبق على الواقعة آية التهلكة، مع أن الإقدام على الشهادة ليس إعانة على إزهاق النفوس، لا سيما وأن الجهاد بأحكامه الإلهية دعا إلى إنقاذ الرسالة، وبث روح العزة في المسلمين إذا خنعوا لسلاطين الجور والفساد،

(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست