الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٣٥
تقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا، وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم (1).
أما الهدف الذي خرج من أجله الإمام الحسين عليه السلام فهو طاعة الله تعالى وطلب مرضاته، ثم ما يتحقق بتوفيق الله عز وجل من: أ - إقامة للعدل، ب - دمغ للظلم، ج - تحصين للدين، د - إيقاظ للمسلمين، ه‍ - إعلاء لكلمة الحق، وتنكيس لكلمة الباطل، و - الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ز - فضح الظالمين والمنحرفين.
وقد عبر الإمام الحسين سلام الله عليه عن هذا الهدف الشريف بشجاعة ثابتة.. ولمرات عديدة..
وقف عند قبر رسول الله يناجي ربه قائلا: اللهم إن هذا قبر نبيك محمد صلى الله عليه وآله، وأنا ابن بنت نبيك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم إني أحب المعروف، وأنكر المنكر، وأسألك يا ذا الجلال والإكرام، بحق القبر ومن فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضى، ولرسولك رضى (2).
فالنية واضحة، والدعاء مفصح عنها، والهدف بين، وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وقد عبر عن ذلك أيضا في وصية إلى أخيه " محمد بن الحنفية " حيث كتب له فيها:... وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.. (3).

١ - اللهوف: ٥٣.
2 - مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 1: 186.
3 - نفسه: 188.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست