آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٨٩
نفسه عنها، فقتله بنو أمية!
فلو كان هذا الشخص من الأئمة الاثني عشر الربانيين لعرف هو ذلك، وما خلع نفسه وعرضها لغضب أسرته الحاكمة الباطشة!
كما أن هذا التفسير تجاهل حديث (سفينة) الثابت عندهم القائل: إن الخلافة ثلاثون سنة ، وبعدها الملك العضوض، وقد صححه المحدثون، وأخذ به المفسرون الآخرون.. إلى آخر الإشكالات عليه!
* * ويطول الكلام لو أردنا أن نستقصي محاولات كبار علمائهم تفسير الحديث الشريف. ولكن الذي يسهل الأمر أن كلامهم في ذلك متشابه، وأنه ما زال إلى اليوم يدور في محور التفسير الأموي ! وفيما يلي نماذج من تفاسيرهم وما يرد عليها:
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء / 10:
(قال القاضي عياض: لعل المراد بالاثني عشر في هذه الأحاديث وما شابهها أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة، وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بني أمية ووقعت بينهم الفتنة، زمن الوليد بن يزيد، فاتصلت بينهم، إلى أن قامت الدولة العباسية، فاستأصلوا أمرهم.
قال شيخ الإسلام ابن حجر في شرح البخاري: كلام القاضي عياض أحسن ما قيل في الحديث وأرجحه ، لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة: كلهم يجتمع عليه الناس.
قلت: وعلى هذا فقد وجد من الاثنا عشر خليفة: الخلفاء الأربعة، والحسن، ومعاوية، وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، هؤلاء ثمانية.
ويحتمل أن يضم إليهم المهتدي من العباسيين، لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وكذلك الظاهر، لما أوتيه من العدل، وبقي الاثنان المنتظران: أحدهم المهدي، لأنه من آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم). انتهى.
ولكن السيوطي وابن حجر أخذا بزيادة (وكلهم تجتمع عليهم الأمة) التي تقدم أنها لم تثبت . والألباني الوهابي وغيره قالوا: إنها منكرة.
كما أنهما تجاوزا حديث سفينة الذي صح عندهم، والذي يحدد المدة الزمنية للخلافة الراشدة
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»