آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٤٨
القرشيون! فجعلونا نقرأ في مصادر السنيين عشرات الأحاديث (الصحيحة) في تحذير النبي صلى الله عليه وآله بني هاشم وبني عبد المطلب وذمهم، ومنها هذا الحديث بهذه الصيغة ولكنه بزعمهم موجه لبني عبد المطلب.. وليس لقريش!!
وجعلونا نقرأ عشرات الأحاديث في مدح قريش ووجوب أن تكون القيادة فيهم! ولا تكاد تجد فيها حديثا في ذم قريش إلا وقد حرفوه إلى ذم بني هاشم! أو أحبطوا معناه بحديث آخر!
أو حولوه إلى مدح لقريش!!
وحديث ابن البحيري هذا في حجة الوداع تحذير نبوي صريح لقريش، وهو في محله ووقته تماما .. لأن قريشا ذات موقع مميز في العرب.. وهي المتصدية لقيادة عرب الجزيرة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ومن بعده.. فالخطر على أهل بيته إنما هو من قريش وحدها.
. والتحريف الذي يخشى على الإسلام.. والظلم الذي يخشى على المسلمين إنما هو من قريش وحدها.. وبقية القبائل تبع لها!
والنبي صلى الله عليه وآله إنما هو مبلغ عن ربه، ومتمم لحجة ربه، وعليه أن يحذر وينذر .. ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.
* * وأما المبدأ الثامن من هذا الأساس (تحذيره الصحابة من الإرتداد والصراع على السلطة )، فقد روته مصادر الجميع بصيغتين: مباشرة، وغير مباشرة..
أما غير المباشرة فهي قوله صلى الله عليه وآله: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وقد تقدم في نصوص الخطب أن ابن ماجة عقد بابا في سننه: 2 / 1300، تحت هذا العنوان وقال فيه إن النبي صلى الله عليه وآله: (استنصت الناس فقال... ويحكم أو ويلكم، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض... فلا تقتتلن بعدي). وهذا يعني أن ذلك سوف يقع منهم، وقد أخبرهم أنهم سيفعلون، ولكنه صلى الله عليه وآله استعمل كل بلاغته وكل عاطفته وكل موجبات الخوف والحذر ليقيم الحجة عليهم لربه عز وجل حتى إذا وافوه يوم القيامة لا يقولوا: لماذا لم تحذرنا؟!
والذين يحذرهم من الاقتتال ليسوا إلا الصحابة لا غير.. لا غير.. لا اليهود ولا القبائل العربية، ولا حتى زعماء قريش بدون شركائهم من الصحابة.. فالدولة الإسلامية كانت قائمة
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»